responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1202
{واختلاف ألسنتكم}
ـ[أم محمد]ــــــــ[26 - 01 - 2011, 12:21 ص]ـ
البسملة1

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22].

«قوله: {وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ} يعني: اللغات؛ فهؤلاء بِلغة العرب، وهؤلاء تَتَرٌ لهم لغة أخرى، وهؤلاء كَرَج، وهؤلاء روم، وهؤلاء إفرنج، وهؤلاء بَرْبر، وهؤلاء تكْرور، وهؤلاء حبشة، وهؤلاء هنود، وهؤلاء عجم، وهؤلاء صقالبة، وهؤلاء خزر، وهؤلاء أرمن، وهؤلاء أكراد، إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله من اختلاف لغات بني آدم» [1].
«مع أن الأصل واحد ومخارج الحروف واحدة، ومع ذلك لا تجد صوتَين متَّفقين مِن كل وجه، ولا لونين مُتشابهَين مِن كل وجه؛ إلا وتجِد مِن الفرق بين ذلك ما به يحصل التَّمييز. وهذا دالٌّ على كمال قدرتِه، ونفوذ مشيئته» [2].
* سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
لماذا تعددت اللغات في العالم؛ مع العلم أن جميع الأمم من أصل واحد: هو أبونا آدم، وأمنا حواء؟
فأجاب:
«الله أعلم. ربك هو الحكيم العليم، ليس عندنا يقين بالحكمة في هذا، ولكننا نعلم أن ربنا حكيم عليم، يقول-جل وعلا-: {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام: 8] (http://www.binbaz.org.sa/mat/21518#_ftn[1])، ويقول سبحانه: {إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 11].
فمن حكمته البالغة جعل اللغات متعددة، وجعل الناس ألواناً كذلك، كما قال عزَّ وجلَّ: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم: 22].
فقد يكون من الحكمة الدلالة على قدرته العظيمة، وأنه سبحانه قادر على أن يجعل لهؤلاء لغة ولهؤلاء لغة؛ فإن هذا أبين للقدرة العظيمة.
وقد يكون من الحِكم أشياء أخرى لا نعقلها ولا نفهمها، وقد يفهمها غيرنا من أهل العلم.
فالحاصل: أن من أوضح الحكم في ذلك أنه سبحانه وتعالى قدير؛ ولهذا جعل لغات الناس متعددة، وأخبر أن هذا من آياته: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ}؛ و {أَلسِنَتِكُمْ}: أي لغاتكم.
فكما جعلهم ألوانًا؛ فيهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك، وجعلهم -أيضًا- مختلفين في الأحجام؛ هذا طويل، وهذا قصير، وهذا بين ذلك، وجعلهم مختلفين في الأخلاق والعقول ..
وهكذا مسألة اللغات؛ كلها تدل على قدرته العظيمة، وأنه يتصرف كما يشاء سبحانه وتعالى، وقد تكون هناك حكم كبيرة لا نفهمها» [3].
* هل اللغات توقيفيَّة أم تجريبيَّة؟
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمهُ الله-:
«اللغاتُ توقيفيَّة، وليست تجريبيَّة.
" توقيفيَّة "؛ بمعنى: أن الله هو الذي علَّم النَّاس إيَّاها، ولولا تعليم الله النَّاس إيَّاها؛ ما فهِموها.
وقيل: إنها " تجريبيَّة "؛ بمعنى: أن النَّاس كوَّنوا هذه الحروف والأصوات من التجارب، فصار الإنسان -أولًا- أبكم لا يدري ماذا يتكلَّم؛ لكن: يسمع صوت الرَّعد، يسمع حفيف الأشجار، يسمع صوت الماء وهو يسيح على الأرض .. وما أشبه ذلك؛ فاتَّخذ مما يسمع أصواتًا تدل على مُرادِه.
ولكن: هذا غير صحيح.
والصَّواب: أن اللُّغات (مبدؤها) توقيفيٌّ، و (كثير) منها كسبيٌّ تجريبيٌّ يعرفه النَّاس من مجريات الأحداث؛ ولذلك: تجد أن أشياء تحدث ليس لها أسماء من قبل، ثم يُحدث الناس لها أسماء؛ إما من التجارب، أو غير ذلك من الأشياء» [4].

[1] تفسير ابن كثير، سورة الروم.
[2] تفسير السعدي، سورة الروم.
(3) "فتاوى نور على الدرب"، المجلد الأول. نقلًا من موقعه الرسمي.
[4] تفسير ابن عثيمين، (1/ 120).
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست